لأن بول تيليش يعيش على التخوم التي هي حد فاصل بين موضعين وفي الوقت نفسه هي اتصال بينهما فإنه يعيش على تخوم الفلسفة والدين، على تخوم النسبي والمطلق، على تخوم الدين والثقافة، على تخوم الوطن وأرض الغربة فإنه يستهدف أن يصل إلى مُركَّب يجمع بين النقيضين؛ بين الانفصال والاتصال داخل إطار من التناغم والذي هو عين الحب الذي يُخرج الإنسان من تناهيه ليستشرف العظمة الإلهية.
ويكتب مستهلًا هذا الكتاب بالتالي:
في استهلال بحثي "التحقق الديني" كتبت: "إن التخوم أو الحدود هي خير موضع لاكتساب المعرفة). وعندما طُلب مني أن أدلي بدلوي عن الطريقة التي تطورت بها أفكاري انطلاقاً من حياتي، فكرت أن مفهوم التخم أو الحد قد يكون الرمز الملائم لكل تطوري الشخصي والعقلي. ويكاد في كل موضع أنه كان عليَّ أن أقف بين إمكانيات بدائلية للوجود، ألا أكون مستقراً تماماً في أي منها وألا أتخذ موقفاً محدداً ضد أي منها أيضاً. ولما كان التفكير يقتضي التقبل للإمكانيات الجديدة، فإن هذا الوضع هو وضع مثمر للفكر، ولكنه وضع صعب وخطر بالنسبة للحياة، والتي تتطلب مراراً وتكراراً قرارات ومتى يكون هناك استبعاد للبدائل. وهذا التصرف وما فيه من توتر حدد كلا من مصيري وعملي.
Product Comments
Your review appreciation cannot be sent
Report comment
Report sent
Your report cannot be sent