العلاقة الطبيعية بين الحزب الليبرالي الرأسمالي مع الطبقة العاملة في أي مجتمع من المجتمعات هي، بالضرورة، "علاقة صراعية" لتعارض المصالح بين مثل هذا الحزب. باعتباره ممثلاً عن طبقة البرجوازية وبين العمال، فهما عادة على طرفي نقيض. العلاقة بين الوفد المصري والعمال لم تكن هكذا. لقد تعامل الوفد مع العمال باعتبارهم جماهيره، وتعامل العمال مع الوفد باعتباره زعامتهم في النضال من أجل قضاياهم وقضايا الوطن. ومن هنا يكتسب الكتاب أهميته من منطلق تحليله لهذه العلاقة الخاصة والفريدة وتحديده للأسباب المسؤولة عن هذه العلاقة، لكنه لا يكتفي بذلك بل يتابع بالتحليل تطور العلاقة عبر مراحل ثلاث مميزة من تاريخ الوفد وتاريخ الطبقة العاملة المصرية، بدأت بانضواء العمال تحت راية الوفد في المرحلة الأولى، وانتهت في المرحلة الثالثة بلهاث الوفد لمخاطبة ود العمال في مصر بعد أن استطاع العمال بلورة قيادتهم المستقلة، وظهرت منظمات أكثر جماهيرية في الالتحام بالنضال العمالي، في وقت فقد فيه الوفد الكثير من بريقه، الذي اكتسبه من قيادته للنضال الوطني من أجل الاستقلال والدستور، ولعجزه عن قيادة النضال من أجل المطالب الاجتماعية المتزايدة.
Product Comments
Your review appreciation cannot be sent
Report comment
Report sent
Your report cannot be sent